فصل: فصل في بقاء الفم مفتوحاً:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في كثرة البصاق واللعاب وسيلانه في النوم:

قد يعرض هذا من كثرة الحرارة والرطوبة وخصوصاً في المعدة وقد يكون لاستيلاء الحرارة وحدها كما يعرض للصائم ولمقل الغذاء أو فاقده من البصاق الدائم حتى يطعم فيهدأ ذلك منه وقد يعرض من بلغم أو من برد.
المعالجات: إن كان من حرارة فيجب أن يفصد الباسليق أوَّلاً ويستعمل الربوب الحامضة والفواكه الباردة القابضة والنبيذ غير العتيق بمزاج كثير ويجعل الغذاء من السمك واللحمان الخفيفة مثل لحم الجداء والطير ويدام التمضمض بالسلاقات القابضة المتخذة من العدس والسماق ومثله.
وإن كان من برد وبلغم استعمل القيء بما تعلمه في كل أسبوع مرتين أو ثلاثة ويسقى في كل أسبوع مرة من هذا الدواء نحن واصفوه. ونسخته: أيارج فيقرا درهمان ملح هندي دانقان أنيسون نانخوا من كل واحد دانق يسقى بالسكنجبين العسلي أو البزوري ويستعمل بعد ذلك الترياق والجوارشنات الحارة وأما غذاؤه فالفراخ المطجّنة بالأفاوية والثوم والخردل والتناول في العشيّات الكعك بالمري النبطي ثم يتجرع الماء الحار ويستاك قبيل النوم.
ومن المعالجات المشتركة الجيدة أن يتناول كل يوم درهم ملح جريش بالهندبا الطري ثم يستعمل الأطريف الصغير ويديم استعمال السواك الطويل وقد جربت الفارة المشوية فوجدت نافعة وخصوصاً للصبيان.

.فصل في قطع الروائح الكريهة من المأكولات:

ينفع من ذلك مضغ السذاب ومضغ ورق العليق والمضمضة بعدهما بخلّ العنصل واستعمال السعد والزرنباد في الفم.

.فصل في نزف الدم:

إن كان خروجه من جوهر الفم وجلدته فعلاجه بالقوابض المذكورة في باب البثور وغيرها ولطبيخ قضبان الكرم وعساليجه منفعة عظيمة وإن كان من موضع آخر فنحن قد أفردنا له باباً بل أبواباً.

.فصل في البخر:

إما أن يكون مبدؤه اللثة لعفونة منها أو لاسترخاء يعرض لها أو عفونة في أصل الأسنان آذت نفس السن وإما أن يكون مبدأه جلدة الفم لمزاج رديء فيها بغير الرطوبات.
وأكثر هذا المزاج حار وإما أن يكون مبدؤه فم المعدة لخلط عفن في فمّ المعدة إما صفراوي أو بلغمي وقد تكون من نواحي الرئة كما يعرض لأصحاب السل. المعالجات: أما ما كان مَن اللثة والعمور فيجب أن يعتنى بتنقية الأسنان دائماً وغسلها بالخلّ والماء فإن نجع ذلك فبها ونعمت وإن لم ينجع بل كان هناك فضل عفونة فيجب أن يمضغ بعد ذلك تمرة الطرفاء والعاقرقرحا والسذاب والسادج والعود والمصطكي وقشر الأترج والقرنفل وأن يجعل على اللثة الصبر والمرّ ونحوهما وأن يتمضمض بخل العنصل وأن يتدلك بالأنيسون والطلي أو النبيذ الحلو وإن كان أقوى من ذلك مضغ الميويزج وتفل الريق.
فإن لم ينجع وظهرت العفونة ظهوراً بيناً أخذ من الزاج المحرق جزءاً ومن أصل السوسن والزعفران من كل واحد نصف جزء ويعجن بعسل ويقرّص ويستعمل ويتمضمض بعده بالخل صرفاً أو ممزوجاً بماء الورد أو يؤخذ دواء أقوى من هذا وهو من القرطاس المحرق ثلاثة دراهم ومن الزرنيخ درهمان ونصف وسكّ وسماق وزنجبيل وفلفل محرق أقراص فلدفيون من كل واحد درهمان يتخذ منه دلوكاً ولصوقاً ويجعل عليه خرقة كتان.
والقلي وحده إذا استعمل على العفونة قلعها وأسقطها وأنبت لحماً جيداً.
ومما جرب: أقاقيا زرنيخ أحمر زرنيخ أصفر نورة شب يتخذ منه أقراص بخلّ ثم يسحق بماء العسل أو طبيخ الأبهل.
أما إن كانت العفونة في نفس السن فدواؤه حكها إن كانت في الطرف أو بردها بالمبرد أو قلع السن إن كانت العفونة تلي أصل السن.
وإن كان هناك استرخاء اللثة وكان السبب حدوث العفونة فعلاجها شدها بما نذكر في باب استرخاء اللثة.
وإن كان الخلط صفراوياً عفن في المعدة أو في جلدة الفم فلا شيء أنفع له من المشمش الرطب على الريق وكذلك البطيخ أو الخيار أو الخوخ.
وإذا لم يحضر المشمش أو الخوخ الرطب استعمل نقوع القديد منهما على الريق وخصوصاً قديد المشمش.
ومما ينفع من ذلك استعمال السويق بالسكر وماء الثلج واستعمال حبوب صبريه ذكرناها في الأقراباذين.
ويجعل غذاءه كل غسّال مبرد غير مستحيل إلى الصفراء وإن كان الخلط بلغمي استعمل القيء أولاً واستعمل الأيارجات المنقّية لفم المعدة المذكورة في باب المعدة واستعمل الأطريفل الصغير والزنجبيل المربى والصحناة خاصة ويجعل غذاءه المطجّنات ويقلّ شرب الماء الكثير ويهجر الفواكه والبقول الرطبة ويتخذ مساويكه من الأشجار المرّة المقطّعة مثل الأراك والزيتون.
ومما ينفعهم من الأدوية أن تأخذ كل بكرة من ورق الآس مع مثله زبيباً منزوع العجم كالجوزة ومثل ذلك من جوز السرو والابهل والزبيب وينفعهم حب الصنوبر وأيضاً حب الفوفل قرنفل خولنجان من كل واحد نصف درهم مسك كافور من كل واحد دانق عاقر قرحاً درهم صبر ثلاثة دراهم خردل درهم يتخذ حباً بالطلي.
والأدوية البسيطة المجرّبة فهي مثل الكندر والعود الهندي والقرفة وقشور الأترج والورد والكافور والصندل والقرنفل والكبابة والمصطكي والبسباسة وجوزبوا وأصل الأذخر والأرمال والأشنة وأظفار الطيب والقاقلة والفلنجمشق وورق الأترج والسنبل والنارمشك والزنجبيل وسائر ما تجده في الألواح المفردة ومما يعجن به الأدوية الميبة والميسوسن وعصارة الأترج.

.فصل في بقاء الفم مفتوحاً:

الفم يبقى مفتوحاً إما لشدّة الحاجة إلى التنفس العظيم أو للالتهاب الملهب أو للضيق والخناق أو لضعف عضل الفم فلا تعمل عملها في النوم وذلك في الأمراض الحادة رديء وأما ألوان اللسان فأولى المواضع بتفصيلها مواضع أخرى وعند ذكر الأمراض الحادة.

.الفن السابع: أحوال الأسنان:

.مقالة في أحوال الأسنان:

وهو مقالة واحدة.

.فصل في الكلام في الأسنان:

قد علمتَ أنَّا تكلمنا في الأسنان وتشريحها ومنافعها فيجب أن يتأمّل ما قيل هناك وليعلم أن الأسنان من جملة العظام التي لها حسّ لما يأتيها من عصب دماغي لين فإذا أَلِمَتْ أحسّ بما يعرض فيها من ضربان واختلاج وربما أحست بحكّة ودغدغة.
وقد يعرض فيها أعراض من الاسترخاء والقلق والانقلاع والنتوّ ومن تغير اللون في جوهرها وفي الطليان المركب عليها ويعرض لها التألم والتأكل والتعفّن والتكسّر.
وقد يعرض لها الأوجاع الشديدة والحكة ويعرض لها الضرس وهو صنف من أوجاعها ويعرض لها العجز عن مضغ الحلو والحامض والتضرّر من الحار والبارد وقلة الصبر عن لقاء أحدهما أو كلاهما.
وقد يعرض لها تغير في مقاديرها بالطبع بأن تطول وتعظم أو تنسحق وتصغر.
وقد يعرض فيها أنواع من الورم- ولا عجب من ذلك- فإن كل ما يقبل التمدد بإنماء الغذاء يقبل التمدد بالعضل ولو لم تكن قابلة للمواد النافذة فيها المزيدة إياها ما كانت تخضر وتسودّ فإن ذلك لنفوذ الفضل فيها.
وقد خلقت الأسنان قابلة للنمو والزيادة دائماً ليقوم لها ذلك بدل ما ينسحق حتى إن السنّ المحاذية لموضع السنّ الساقطة أو المقلوعة تزداد طولاً إذا كانت الزيادة ترد عليها ولا يقابلها الانسحاق.
واعلم أن الأسنان قد يستدل على مزاجها من اللثة ولونها هل هي صفراء مرّية أو بيضاء بلغمية أو حمراء دموية وهل هي إلى كمودة وسواد سوداوي.

.فصل في حفظ صحة الأسنان:

من أحب أن تسلم أسنانه فيجب أن يراعي ثمانية أشياء: منها أن يتحرّز عن تواتر فساد الطعام والشراب في المعدة لأمر في جوهر الطعام وهو أن يكون قابلا للفساد سريعاً كاللبن والسمك المملوح والصحناة أو لسوء تدبير تناوله مما قد عرف في موضعه.
ومنها: أن لا يلح على القيء وخصوصاً إذا كان ما يتقيأ حامضاً.
ومنها: أن يجتنب مضغ كل علك وخصوصاً إذا كان حلواً كالناطف والتين العلك.
ومنها: اجتناب المضرسات.
ومنها: اجتناب كل شديد البرد وخصوصاً على الحار وكل شديد الحرّ وخصوصاً على البارد.
ومنها: أن يديم تنقية ما يتخلّل الأسنان من غير استقصاء وتعد إلى أن يضرّ بالعمور وباللحم الذي بين الأسنان فيخرجه أو يحرّك الأسنان.
ومنها: اجتناب أشياء تضرّ الأسنان بخاصيتها مثل الكرّات فإنه شديد الضرر بالأسنان واللثِّة وسائر ما ذكرنا في المفردات.
وأما السواك: فيجب أن يستعمل بالاعتدال ولا يستقصى فيه استقصاء يذهب ظلم الأسنان وماءها ويهيئها لقبول النوازل والأبخرة الصاعدة من المعدة وتصير سبباً للخطر.
وإذا استعمل السواك باعتدال جلا الأسنان وقوّاها وقوى العمور ومنع الحفر وطيَّب النكهة.
وأفضل الخشب بالسواك ما فيه قبض ومرارة ويجب أن يتعهّد تدهين الأسنان عند النوم وقد يكون ذلك الدهن إما مثل دهن الورد إن احتيج إلى تبريد وأما مثل دهن البان والناردين إن احتيج إلى تسخين.
وربما احتيج إلى مركَب منهما والأولى أن يدلك أولاً بالعسل إن كان هناك برد أو بالسكّر إن كان هناك ميل إلى برد أو قلة حرّ وكل واحد منهما يجمع خلالاً محمودة الجلاء والتغرية والتسخين والتنقية.
والسكر في ذلك كله دون العسل وإن سحق الطبرزذ وخلط بالعسل واستعمل جلّى ونقّى وشد اللثة.
ثم يجب أن يتبع بالدهن.
ومما يحفظ صحة الأسنان أن يتمضمض في الشهر مرتين بشراب طبخ فيه أصل اليتّوع فإنه غاية بالغ لا يصيب صاحبه وجع الأسنان وكذلك رأس الأرنب المحرق إذا استنّ به وكذلك الملح المعجون بالعسل إذا أحرق أو لم يحرق.
والمحرق أصوب ويجب أن يتخذ منه بندقة ويجعل في خرقة ويدلك به الأسنان وكذلك الدلك بالترمس وكذلك الشبّ اليماني بشيء من المرّ وخصوصاً الشبّ المحرق بالخلّ.
وإذا اندبغت الأسنان بهذه الأدوية فيجب أن يستعمل بعدها العسل والدلك به أو بالسكر ثم يستعمل الدلك بالأدهان على نحو ما وصفناه.
وإذا كانت السن عرضة للنوازل وجب أن يمسك في الفم طبيخ الأشياء القابضة إمساكاً طويلاً ويدام ذرّ الشب والملح المحرقين عليها.
قول كلّي في علاج الأسنان والأدوية السنية: الأدوية السنية منها حافظة ومنها معالجة لأن جوهر الأسنان يابس والأدوية الحافظة لصحة الأسنان ولردّها في أكثر الأمر إلى الواجب هي الأدوية المجففة وأما الحارة أو الباردة فيحتاج إليها عند عارض من إحدى الكيفيتين قد زالت بها عن المزاج الطبيعي زوالاً كبيراً فأشدّ الأدوية مناسبة لمصالح الأسنان هي المجففة المعتدلة في الكيفتين الأخريين وكل سنّي يجفف إما ليس للسنّ لا لأنه سني بل لأجل عارض يعرض له ثم المجففات باردة يابسة وحارة يابسة.
وأجود أدوية الأسنان ما يجمع إلى التجفيف والنشافة جلاء وتحليل فضل إن اندفع إلى السنّ تحليلاً باعتدال ومنع مادة تنجلب إليها فالمجففات الباردة والتي إلى برد ما لا تضرس بحموضتها أو عفوصتها تضريس الحصرم وحماض الأترج وهي السكّ والكافور والصندل والورد وبزره والجلنار ودم الأخوين وثمرة الطرفاء والعفص والكهرباء واللؤلؤ والفوفل ودقيق الشعير ولحاء شجرة التوت وورق الطرفاء وأصل الحماض.
و الحارة والتي إلى حرّ ما فمنها ما حره في جوهره ومنها ما حرّه مكتسب.
والذي الحر في جوهره مثل الملح المحرق والشيح المحرق والسعد الحيّ والمحرق والدارصيني والزوفاء وفقّاح الأذخر وثمرة الكبر.
وأقوى منها قشر أصله والعود والمسك والبرشاوشان الحي والمحرق وورق السرو والأبهل والساذج وقرن الأيل المحرق وغير المحرق ورماد قشر الكرم ورماد رأس الأرنب والتمر المحرق والحارة بقوّة مكتسبة كرماد العفص وإذا طفئ بالخلّ كان إلى الاعتدال أقرب ورماد قضبان الكرم ورماد القصب وما أشبه ذلك.
وأما المعتدلة فمثل قرن الأيل المحرق إذا غسل ومثل جوز الدلب ومنها لحاء شجرة الصنوبر ومنها أدوية جاءت من طريق التركيب وهي مثل دقيق الشعير إذا عجن بملح وميسوسن ثم أحرق والتمر المعجون بالقطران يحرق حتى يصير جمراً ثم يرشّ عليه ميسوسن.
ومن السنونات المجرّبة سنون مجرّب ونحن واصفوه ونسخته: قرن الأيل المحرق عشرة دراهم ورق السرو عشرة دراهم جوز الدلب بحاله خمسة دراهم أصل فيطايلون عشرة برشياوشان محرق خمسة ورد منزوع الأقماع ثلاثة سنبل ثلاثة ينعّم سحقه ويتخذ منه سنون.
وأيضاً سنون أخر جيّد نسخته: يؤخذ قرن الأيل محرق كزمازك وهو ثمرة الطرفاء وسعد وورد وسنبل الطيب من كل واحد درهم ملح إندراني ربع درهم يتخذ منها سنون.
وسنذكر أيضاً سنونات أخرى في أبواب مستقبلة وسنونات أخرى في القراباذين.
ونبتدئ فنقول: إنَّ علاج الأسنان بالمجففات علاج كما علمت مناسب وبالمسخّنات والمبرّدات علاج يحتاج إليه عند شدّة الزوال عن الاعتدال الخاص.
والأدوية السنيّة منها سنونات ومنها مضوغات ومنها لطوخات ومخبّصات على الأسنان أو على الفكّ ومنها مضمضات ومنها دلوكات ومنها أشياء تحشى ومنها كمادات ومنها كاويات ومنها قالعات ومنها بخورات ومنها سعوطات ومنها قطورات في الأذن ومنها استفراغات للمادة بفصد أو حجامة من أقرب المواضع.
ومن أدوية الأسنان ما هي محلّلة ومنها ما هي مبردة ومنها ما هي مخدرة.
والمخدرات إذا استعملت في الأسنان كانت أبعد شيء من الخطر لكن إكثارها ربما أفسد جوهر الأسنان.
وكذلك الأدوية الشديدة التحليل والتسخين يجب أن لا تستعمل إلا عند الضرورة وهي مثل الحنظل والخربق وقثاء الحمار وغير ذلك وأن يتوفى وصول شيء منها ومن المخدرات إلى الجوف.
وكثيراً ما يحتاج إلى ثقب السن بمثقب دقيق لينفس عنه المادة المؤدية ولتجد الأدوية نفوذاً إلى قعره.
والخل مع كونه مضراً بالأسنان قد يقع في أدوية الأسنان المبردة والمسخنة معاً.
أما المبردة فلأنه يبرد بجوهره ولأنه ينفذ وأما في المسخنة فلأنه ينفذ ولأنه يعين بالتقطيع على التحليل وأما مضرّته حينئذ فتكون مكسورة بالأدوية السنيّة التي تخالطه.